مخبر المخطوطات
يشكل المخزون المخطوط الوطني موروثا حضاريا هاما، ونتيجة لذلك فإنه يعد سجلا وفيا للثقافة الجزائرية عبر العصور في مختلف أشكالها ومضامينها: التاريخية والاجتماعية والدينية والتربوية و حتى الاقتصادية.
كما يعتبر المخطوط اصدق وثيقة لتصحيح و إعادة كتابة التاريخ من مصادره الأصلية خاصة و أن الجزائر تسعى إلى إعادة النظر في ما كتب حول التاريخ الوطني و خاصة بعد الحصار الفكري الثقافي و محاولة تشويه خصائص و مميزات الشعب الجزائري لمدة زادت عن 130 سنة، و كما اعتمد المستعمر على مقتطفات من المعطيات العلمية و التاريخية في محاولة لتشويه الموروث الثقافي للجزائر الذي يعود لفترة السيادة الوطنية من أجل تبرير وجوده بالجزائر.
و رغم الأهمية القصوى للمخطوطات، و ما تنفقه الجزائر من أموال من أجل تهيئة الفضاءات التي تحمي فيها هذه الوثائق الهامة مثل المكتبة الوطنية الجزائرية و المركز الوطني للأرشيف و المركز للمخطوطات الذي أنشئ حديثا، فان الاستفادة من هذه المخطوطات: فهرسة و جردا و تحقيقا مازالت تراوح مكانها، نظرا لكثرتها و توجيه مواضيع البحث إلى المراجع الحديثة .
وتتمثل مهمة مخبــر المخطوطات في التشخيص العلمي الدقيق لوضعية المخطوطات الجزائرية في المرحلة الأولى ثم تليها خطة للعمل الذي يهدف إلى إنقاذه بشتى الوسائل وذلك بإتباع منهجية عمل موحدة تعتمدها كل المخابر المعنية بالمخطوط في الجامعات الجزائرية بالتنسيق المحكم بينها من خلال تبادل متواصل للتجارب بين العاملين في المخابر.
مع العلم بأن ما يتطلبه المخطوط من إمكانيات مادية لتوفير ظروف الحفظ ووسائل الصيانة والترميم تتجاوز قدرات المخابر، على أنها تسعى دائما إلى لفت انتباه الجهات الوصية إلى ما يمكن القيام به قصد تدارك النقائص بهدف التكفل الجيد بالمخطوط باعتباره تراثا وطنيا ثمينا وكذلك تقوم بمهمة اقتراح حلول عملية للحفظ والتعقيم والترميم والصيانة.
وفي هذا الاطار يمكن أن نحدد ثلاثة محاور يندرج تحتها عمل المخبر: يحدد الأول المهام المختلفة، ويصف الثاني الانجازات المستهدفة، وفي الثالث عرض للوسائل المطلوبة.